بحث هذه المدونة الإلكترونية

2010/10/24

تجربتي الأولى



كم هي رائعة تلك اللحظة التي تشعر بها و كأنك في حوض اسماك كبير، و الأروع من ذلك أنك فعلا تستطيع التنفس داخل ذلك المكان.
     نعم إنني أتحدث عن أول تجربة غوص في المياه المفتوحة ( البحر ) فبعد أن استمتعت بتجربة التنفس تحت الماء لأول مرة في بركة السباحة، انتقلت مع مدربي إلى البحر لتطبيق المهارات. و عندما بدأت أنغمر تحت الماء راودني شعور لا أستطيع وصفه، فمع كل قدم تنزله إلى الأسفل هناك شعور ما يتأرجح بداخلك ما بين المتعة و الذهول. فبالرغم من أنك تتواجد في بيئة ليست ببيئتك و بالرغم من أنك شيءٌ غريب في ذلك المكان، إلا أن هناك شيء ما بداخلك يقول: "ليتني استطيع البقاء هنا" J
     قبل ذلك بفترة و عندما كنت امارس السباحة بالسنوركل، تسائلت في نفسي ترى كيف يبدو شكل هذه الشعاب من الاسفل؟ و كيف هو القاع؟ و ماذا يوجد هناك ؟ عندها قررت أن أمارس الغوص، و عندما انغمرت و انا بمعدات السكوبا للمرة الأولى قلت في نفسي " نعم .. لقد فعلتها ها أنا انزل إلى الأسفل " عندها فقط تلاشت من ذهني كل تلك التساؤلات و تبدلت باجابات شاهدتها بنفسي.
     لقد أدركت وقتها أن المتعة الحقيقية وراء الغوص تكمن في أنك تستطيع الذهاب إلى عالم قد لايستطيع غيرك الذهاب إليه. عالم ساحر يطغي عليه الهدوء و الإثارة في آنٍ معاً، عالم تتوقف فيه عن التفكير بما يحصل في الخارج و تحصر جل تفكيرك بما يحصل حولك الآن، عالم يبعدك عن روتينك الممل و عن حياتك الصاخبة لتجد نفسك في أحضان طبيعة ساحرة، لكي تستطيع رؤيتها عليك ارتداء معدات خاصة و تطبيق قوانين لم تعهدها من قبل.
     تلك - و باختصار-  كانت هي المرة الأولى، و بكل الأحوال أنا لا أبالغ، فلو سألت أي غواص عن تجربته الأولى لسرد لك قصة طويلة يحكي فيها عن احساسه و عن المتعة التي راودته و عن تلك المغامرة الشيقة التي يقرر بعدها عدم التوقف عن تكراراها.
     لم أتوقف عند هذا الحد، بل تابعت و تعلمت أكثر عن الغوص، و في كل مرحلة  تعليمية  تزداد المعلومات و تزداد الخبرة و تعلو لدي الثقة بالنفس و الأجمل من هذا يزداد حبي للغوص و تزداد شهيتي لمعرفة ماذا يوجد بعد ذلك.
     فإذا كنت غواصاً فأنت شخص مميز تعرف مالايعرفه غيرك من أقرانك، ولكن.. لا تتوقف عند حدك، بل تابع تعليمك و غص أكثر و تعلم أكثر وقم بتنمية مهاراتك و خبراتك. و إذا كنت تفكر في أن تصبح واحداً منا فقد حان الوقت لتتوقف عن التفكير و لتقدم على خطوتك الأولى و تتعلم الغوص؛ أما إن لم تكن أياً منهما... فأنا أآسف لحالك يا صديقي.