التخلص من النتروجين
عندما يصعد الغواص إلى سطح الماء، تكون أنسجته محتوية على كمية مهمة من النتروجين. وفي نهاية الأمر تتخلص الأنسجة من هذا الغاز الذي التقطته أثناء الغوص، بواسطة الدم الذي ينقله إلى الرئتين حيث يطرح إلى الخارج مع هواء الزفير. وعندما يتجاوز ضغط الغازات المنحلة في الأنسجة الضغط المحيط بالغواص يقال إن الأنسجة فوق مشبعة supersaturated بالغاز. ويمكن أن تتشكل الفقاعات في هذه الحالة تماما كما يحصل عندما تفتح زجاجة محتوية على شراب مشبع بثنائي أكسيد الكربون. وفي الواقع، شاهد الباحثون باستعمال تقنيات الأمواج فوق الصوتية (السونار) فقاعات الغاز في مجرى الدم لدى الغواصين والطيارين الذين تعرضوا لانخفاض مفاجئ في الضغط يعادل 0.3 من الضغط الجوي.
ومن المفارقات أن الفقاعات لا تتشكل على ما يبدو ضمن الدم نفسه. فقد أظهرت التجارب التي أجراها لأول مرة (إيراسموس) جد العالم (داروين)، أن الدم المحصور في أوعيته الطبيعية ـ أي الأوعية الدموية ـ والمعزول عن الدورة الدموية (الدوران) لا يشكل فقاعات حتى لو انحسر عنه الضغط الشديد. وقد تأكد بعض العلماء من صحة هذه التجربة في مختبراتهم، إذ إنهم لم يتمكنوا من مشاهدة هذه الفقاعات في دم وريد معزول بعد انحسار الضغط عنه والذي بلغ 122 ضغطا جويا. ويبدو أن تشكل الفقاعات يحتاج إلى شيء آخر إضافة إلى فرط الإشباع بالغاز.