تعتبر دجاجة البحر إحدى الاسماك الملفتة للنظر لما لها من جمال شكلها المميز و تعرف ايضا في بعض الدول باسم "دجاجة البحر الأحمر" لكثرة تواجدها على امتداد البحر الأحمر.
دجاجة بحر بالقرب من إحدى الشعاب المرجانية في البحر الأحمر |
التصنيف:
الاسم العلمي لفصيلة دجاج البحر الأحمر هو Parapterois و الذي يندرج تحت طائفة تسمى Pteroinae و هذه الطائفة من الاسماك تتبع عائلة عقربيات البحر أو ما يسمى السمكة العقرب و الاسم العلمي للعائلة هو Scorpaenidae
الوصف:
دجاجة البحر من الاسماك الجميلة و البطيئة الحركة، جسمها طولي الشكل و قد يصل طولها في بعض الاحيان إلى 45 سم. تتميز بظهور ريشى على الزعانف الظهرية كما أن الزعانف الجانبية لها أيضاً ما يشبه الريش و لديها زعنفة صدرية مروحية الشكل. كما أن معظم الأنواع من دجاجة البحر تتميز بوجود شوكتان ريشيتان فوق العينين غير أن بعض الانواع منها لا توجد لديها تلك الاشواك. و ألوان دجاجة البحر عبارة عن خطوط طولية متناوبة من البني و الابيض أو الاحمر في بعض الأنواع.
الاشواك القرنية ريشية الشكل فوق عيني دجاجة البحر |
صورة أخرى تظهر فيها الاشواك فوق العينين بوضوح (تصوير الزميل: ثامر حابس) |
هناك بعض الانواع لاتوجد لها أشواك فوق العينين |
دجاجة البحر من الاسماك السامة حيث يكون على جسمها 18 شوكة سامة تتوزع كالتالي:
- 13 شوكة سامة على الظهر
- شوكتان على البطن
- 3 شوكات شرجية.
و تلك الاشواك تكون نحيفة و اسطوانية الشكل يترواح طولها ما بين 10- 20 سم و يوجد في تجويف كل شوكة غدة سمية تفرز السم عند دخول الشوكة في جسم ما.
التواجد و الصفات العامة:
تتواجد هذه الاسماك بكثرة على امتداد البحر الأحمر و تتواجد أيضا في نطاق يمتد من غرب استراليا وماليزيا شرقا إلى بولينيزيا الفرنسية وجزر بيتكيرن. كما تتواجد أيضا على سواحل اليابان و كوريا الجنوبية. و قد تم العثور على دجاج البحر في فلوريدا في الولايات المتحدة لأول مرة عام 1990م و قال بعض العلماء أن وجودها ناتج عن اعصار اندرو غير أن البعض عارض هذه النظرية بقولهم أنهم شاهدوا دجاج البحر قبل الإعصار و ذلك في عام 1985م.
دجاجة البحر من الاسماك الليلة كما يمكن رؤيتها في الساعات المبكرة من النهار. وهي سمكة هادئة الطباع بطيئة الحركة تتواجد بكثرة عند الشعب المرجانية و تفضل المكوث عند الشقوق و المنحدرات المرجانية كما وجد الكثير منها في الكهوف و في حطام السفن و الأنقاض البحرية بشكل منفرد أو زوجي. و تتواجد ما بين عمق 38 سم إلى 55 م / 180 قدم.
تتغذى دجاجة البحر على الأسماك الصغيرة و القشريات البحرية حيث أنها لا تعتمد اسلوب المطاردة للفريسة كما في بعض الأسماك و إنما تحاصر فريستها بفرد زعانفها الصدرية و الجانبية ثم تقوم بفتح فكها مسافة كبيرة تكفي لابتلاع فريستها دفعة واحدة.
هناك بعض الأقوال السائدة التي تقول بأن دجاجة البحر تستخدم زعانفها الظهرية لالتقاط الفرائس ولكن ثبت أن تلك المعلومات خاطئة فهي تستخدم الزعانف الظهرية السامة فقط للدفاع عن نفسها و لرد الهجوم من اعدائها.
دجاجة البحر سمكة هادئة و مسالمة حيث أنها لا تهاجم إلا إذا تعرضت أو احست بالخطر حولها لذلك فهي كمعظم الاسماك تكون ردة فعلها دفاعية وليست هجومية. حيث أنها إذا احست بالخطر تقوم بمهاجمة عدوها عن طريق الانحناء و الهجوم نحوه بالزعانف الظهرية السامة. ولكن هذا السلوك كما ذكرت يكون فقط في حالة ازعاجها أو إخافتها. و مع ذلك فقد لوحظ في فترة سابقة في خليج العقبة بالبحر الأحمر أن بعض اسماك دجاجة البحر قد تهاجم الغواصين و أرجح الخبراء هذا التصرف إلى كثرة ازعاج هذه السمكة من قبل الغواصين مما دفعها إلى التصرف بسلوك عدواني تجاه الغواص.
سميتها:
على عكس ما هو سائد لدى البعض فإن سم دجاجة البحر لا يؤدي إلى الوفاة. ولكن يسبب الآم مبرحة نتيجة الجروح التي تسببها أشواكها. و تفرز دجاجة البحر السم عن طريق الشوكة التي تكون اسطوانية الشكل و بداخلها الغدة السمية، و ما إن تدخل الشوكة السامة في جسم ما حتى تفرز الغدة السمية السم إلى خارج الشوكة من طرفها المدبب
شوكة دجاجة البحر و موضح السم باللون الاحمر |
وفي حال تمت إصابة الإنسان بأحد أشواك دجاجة البحر فإن أعراض التسمم قد تستمر حوالي 72 ساعة و هذه الاعراض هي:
- الم شديد جداً في موقع الاصابة مع تورم الموقع.
- صداع و غثيان و قيء مع ارتفاع في درجة الحرارة.
- ضعف عام و هبوط في الدورة الدموية قد يرافقها صعوبة في التنفس.
- تورم في الغدد اللمفاوية.
الاسعاف و العلاج:
- يجب غسل المنطقة المصابة فوراً بالماء العذب و وضعها في ماء دافئ حتى يخف الألم.
- إزالة أي اشواك من الجرح إن وجدت بواسطة الملقط.
- إذا لم ينزف الجرح فاستخدم المشرط لعمل جرح مكان الاصابة و اضغط عليه حتى يخرج الدم و معه السم.
- إسعاف المصاب إلى العناية الطبية ليتم اتخاذ جميع الاجراءات الطبية المناسبة هناك.
الوقاية:
إن دجاجة البحر كما ذكرت سمكة هادئة و مسالمة و لكنها شديدة الخطورة في حال احساسها بالخطر. لذلك حاول دائما النظر إليها عن بعد ولا تحاول إخافتها أو الإمساك بها. ولا تزعجها بالاقتراب الزائد منها فأنت أكبر حجم منها بكثير وهذا ربما يسبب خوفها منك و اضطرارها للدفاع عن نفسها. فهي من الاسماك الرائعة الجمال و التي تجذبك للتأمل فيها طويلاً ولكن كن حذراً و حاول أن تكون على مسافة مناسبة حلى لا تعرض نفسك للخطر.
كل الشكر للزميل الكابتن: ثامر حابس لموافقته على نشر الصور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق